القائمة الرئيسية

الصفحات

مصرية بعمر الستين تمسح الأحذية وتدرس بالجامعة


امرأة مصرية من النساء الكبيرات في السن ومن اللواتي يبلغن الستين عاما، تعمل في مجال مسح الأحذية منذ أكثر من ستة عشر سنه وتقول إن أمر تسجلها في الجامعة ما هو إلا حلم كان يراودها دائما ليس بسبب التثقيف فقط فقد روت صحيفة اليوم السابع المصرية أن هدفها الحقيقي من التعليم هو دخول البرلمان المصري، تقول السيدة إنها لم يكن من المخطط أن تكون ذات يوم ماسحة أحذية خاصة وأنها حاصلة على دبلوم في التجارة وتحاول استكمال دراستها في كلية الخدمة الاجتماعية كما تأكد الوثائق الرسمية التي تثبت ذلك لكن ما دفعها حقا إلى هذا المجال الذي كان مقتصرا على الطبقات السحيقة جدا في المجتمع من المتشردين وغيرهم كمهن إسترزاقية وفي بعض الأحيان تسولية هو كون هذه السيدة المصرية تعاني هي الأخرى من الهشاشة الاقتصادية رغم كونها مشهورة في محافظة الجيزة إلا أن هذا لم يكن كفيلا لتوفير قوت يومي ومستمر لأولادها ، فتقول إنها غير خجولة بتاتا من عملها هذا لأنها تعيل به أولادها الخمس في الحلال.

لم يكن الأمر دائما سهلا بالنسبة لهذه المرأة المسكينة فقد كانت رعاية أطفالها أمرا شقا خاصة وأنهم كانوا صغارا ويحتاجون دائما إلى رعاية وتربية وتعليم ونظافة، غير أن كبرهم ترك لها المزيد من الوقت والمجال من أجل محاولة تحقيق أحلامها وتقول إن أن الأحلام مهما بلغ حجمها ليست مستحيلة.

وقد كتبت الصحفية رشا حلوة ضمن مقالتها في dw الألمانية أن هناك الكثير من النساء العجائز اللواتي يعشن شيخوخة كاسرة وذلك حسب إملاءات العمر والمجتمع الذي يعشن فيه إذ تستشهد الصحفية بمثال سيدة لبنانية ظهرت على شاشة ال بي سي اللبنانية ، التي تحترف رياضة الكاراتيه كمدربة ، إذ تقول أنها حاملة للحزام الأسود وتقوم بهذه المهنة رغم أنها تجاوزت الثمانين سنة وهي فخورة لكونها أم وجدة وتحب أن تعامل حسب سنها رغم ان جسدها لا يفضح سنها إذ تبدوا أصغر ويبدوا حقا أن نموذج هذه المرأة اللبنانية يبدوا نادرا جدا في وطننا وذلك للكثير من الأسباب ويمكن أن تستخلص أغلبها في قصة المرأة المصرية أعلاه اهمها الظروف الحياتية الصعبة والقاسية خاصة ما يعيشه منها فئة الشيوخ والأطفال خاصة البنات والنساء كما أن الحياة السياسية والإجتماعية تثقل كاهل الجميع.

 إذ أنه في هذا السن أي سن الشيخوخة لا يمكن لشيخ أو الشيخة أن تقوم بأي شئ قد يعتبره المجتمع خارجا عن الإطار المرسوم في المخيال اليومي المشترك والمسمى بالتصرفات العادية والغير عادية.

فلا يمكن مثلا أن تشاهد بين الناس العاديين نمادج مثل هذه السيدة التي تعدت الثمانين وما زالت ذات تصرفات شبابية إن الأمر ليس في يد معظم شيوخ بلادنا فحسب ما كتبته رشا ضمن مقالتها فإن القاعدة التي ترسمها مجتمعاتنا هي قواعد متعلقة بالمراحل العمرية للفرد فبتالي فإن الأدوار الإجتماعية التي تفرد وبشكل شبه كلي على الأنواع البشرية وفق أعمارهم تلزمهم كامل الإلزام أن يتقيدوا بها وإن كانت بنتا فإن المجتمع يلزمها أكثر أن تكون مضحية لنفسها من أجل الأخرين " عائلتها ، أبنائها، بناتها، زوجها، أحفادها" وربما كل من تعرفهم في حياتها. إنه من النادر أن تجد إمرأة عادية جدا تعيش من أجل نفسها، هذا ما يستنتج من جميع القصص التي نسمعها.

هل تعلم عزيزي القارئ أن 15 من شهر يونيو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للتوعية ضد إساءة معاملة المسنين حسب ما أقرته الجمعية العامة للأم المتحدة تحت رقم (127/66) تاريخ (19) كانون أول / ديسمبر من عام (2011)، هذا لأن الجمعية العامة تعتبر أن المسنين يعانون من الكثير من الإضطهار ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وربما يشرعنون ذلك كذلك، إذ يقول الأمين العام " إنها حقيقةٌ مأساوية موجعة تلك التي نشهدها اليوم في عالم يكثُر فيه تعرض الأجيال الأكبر سنا للإهمال وسوء المعاملة. وقد اعتادت الشريحة الغالبة من المجتمع أن تتجاهل هذا الواقع الأليم في وقت تزيد فيه شيخوخةُ سكان العالم من الضرورة الملحة إلى تعزيز حقوق كبار السن والدفاع عنها، إذ من المتوقع أن يشكلوا نسبة تفوق العشرين في المائة من سكان المعمورة بحلول عام 2050 ،وعندما يشار إلى إساءة معاملة كبار السن، تستحضر هذه العبارة في أذهان الكثيرين صورة مقدِّمٍ للرعاية متحجر القلب لا تعرفه ضحيته معرفة حميمة. وهذه مشكلة مؤسفة لا تزال قائمة حتى الآن، لكن الملاحظ أن أفراد الأسرة هم في أكثر الأحيان من يأتون هذه الانتهاكات التي تشمل الإهمال والإيذاء النفسي والمالي والبدني. وتبين البحوث أن العمر ونوع الجنس ومركز كبار السن كمعالين كلها عوامل تزيد من مخاطر التعرض لسوء المعاملة بأنواعها، مع تحمل المرأة أفدح الضرر من جراء ذلك ".

ذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان عام ألفين وإثنا عشر أن عدد السكان كبار السن أصبح يتزايد بوثيرة أكثر سرعة من ذي قبل خاصة خلال العقود الأخيرة فحسب التقرير فإنه في غضون السنوات العشر المقبلة لابد وأنه سيصبح تعداد المسنين أكثر من مليار نسمة في حين سيصل إلى أكثر من مليارين في غضون الخمسين سنة المقبلة، فحسب نفس الدراسة فإنه وفي غضون كل ثانية هناك إثنين من كبار السن يحتفلون بسنتهم الستين ويضيف التقرير معلومة جيد مهمة وهي أن 80% من كبار السن بحلول عام 2050 ستأويهم الدول النامية حوالي لذلك لابد من إيجاد حل لمشكلات الإجتماعية التي تعاني منها هذه الفئة.

تعليقات

التنقل السريع