القائمة الرئيسية

الصفحات

النظام الفيودالي في أوربا في العصر الوسيط


الفيودالية تنظيم اقتصادي واجتماعي وسياسي ظهر بأوربا خلال العصور الوسطى (مابين 476 و 1453 م) ويتميز باختفاء مفهوم الدولة والمواطنة مع سيادة تراتبية طبقية اجتماعية، وقد ساهم هذا النظام في تخلف القارة الأوربية لقرون عديدة.
 قيام النظام الفيودالي باروبا: 
    على إثر  سقوط الإمبراطورية الرومانية سنة 476 , تمزقت القارة الأروبية إلى عدة أقاليم إستقرت بكل واحد منها قبيلة من القبائل الجرمانية,المتبربرة ,فاستوطن الإفرنج بشمال فرنسا وبلجيكا الحاليتين وأقاموا مملكة على يد أحد رؤسائهم كلوفيس تعرف تحت إسم الدولة الميروفنجية.
ولكن طغيان النزعة القبلية وعموم الفوضى حاﻻ دون إقامة سلطو موحدة يخضع لها الجميع ,وفعلا كان عهد الميروفنجيين عهد ظلم وظلام انحطت اثناءه جميع أسباب الحضارة إلى أقصى درجات الإنحطاط , إلى أن قام احد حجاب البلاط الميروفنجي اسمه كارلوس فلم يجد أية صعوبة للإطاحة بأخر ملوك هذه الأسرة ومهد بذلك لقيام دولة الكارلنجيين.
وقد اعتمد هؤﻻء الكارلنجيون لإقامة دولتهم على القوة والسلطة الدينية :
ان احد الاسباب التي أدت الى اشتهار كارلوس الحاجب هو وقفه للفتح الإسلامي عند أبواب مدينة بواتيه سنة 732 م, فأصبح الحاكم بأمره في بلاد غاليا,وإن لم يجرؤ على الجلوس على العرش الميروفنجي المتداعي ,فإن إبنه بييين القصير تجرأ على ذلك سنة 751 بعد ان توجه البابا , رئيس الكنيسة مما اضفى على المملكة الكارلنجية صبغة القداسة المسيحية ,وحصل البابا مقابل مؤزارتهنن على قطائع شاسعة حول مدينة روما كانت نواة لما أصبح فيما بعد وﻻيات الكنيسة.
ولم يزد تعامل المملكة الكارلنجية والكنيسة إﻻ قوة ومتانة في عهد أكبر ملوك هذه الاسرة "شرلماني" (كارلوس الأكبر) الذي كان قوي الجسم شجاعا مقداما ,دينا بالنظر الى رعاياه ,متفتحا يريد النهوض بالفنون والآداب ,فاتحا جبارا . اخضع معظم أقاليم أروبا لنفوذه.
فضم إلى مملكته إمارات إيطاليا و إمارات شمال وجنوب جرمانيا وإقليم برشلونة بعد إن انتزعه من قبضة مسلمي الأندلس ,وجعل من الجميع أول إمبراطورية تشكلت بغرب أروبا سنة (800 م) وسهر شارلماني على أن يمد رجال الكنيسة بجميع المساعدات عسى أن يعمل الدين إلى جانب القهر على لم شتات القبائل المتبربرة.
وإستطاع فعلا هذا الإمبراطور المتبربر ان يطفئ نيران النزاعات بينها ويحد من الإقتتال المستمر طيلة عهده (768-814) وامتد هذا الإستقرار السطحي إلى عهد ابنه لويس التقي (814-840) إذ كان من حسن حظ شارلماني أن ترك وارثا واحدا,ولكن ما إن توفي لويس التقي هذا حتى عادت الإمور إلى مجراها السابق وبلغت الفوضى ذروتها.
بعد كل هذا سيأتي مرحلة تقسيم الإمبراطورية الكارولنجية بين أمرائها وانتشارغزوات النرمانديين حال دون توحيد الحكم بأروبا فعم النظام الفيودالي:
بمجرد ما توفي لويس التقي , قام ابناؤه الثلاثة يتنازعون الإرث بينهم فاقتسموا الإمبراطورية بمقتضى حلف فردان المبرم بينهم سنة 843 والذي يعتبر تاريخ ميلاد فرنسا و ألمانيا في حدودهما الحالية تقريبا .
ثم لم تزد التفرقة إﻻ تفاقما مع مر السنين من جراء القانون القبلي الداعي إلى تقسيم المملكة بين أبناء الملك بإعتبار المملكة آنداك ملكا لمن يجلس على عرشها , فذهبت الأمبراطورية الكارلنجية بخطى سريعة نحو الإنحطاط وتشتت امرها عندما ظهر غزاة جدد الهنغاريون من الشرق والنرمانديون أو "رجال الشمال " من جهة البحر .
جاء النرمانديون من اسكاندنافيا فهم أجداد السويديين والنرويجيين والدنماركيين وكانوا بحارة ماهرين وقراصنة جريئين انطلق فريق منهم نحو شواطئ كندا وارتمى فريق آخر على شواطئ أروبا الغربية حيث تعودوا التسرب داخل الأراضي طلوعا مع مجرى الأنهار : الراين , السين , واللوار .وذلك من اجل القتل والنهب.
وساد أروبا جو من الإرهاب وانعدم الأمن وأصبح قانون العيش هو الإعتماد على القوة واللجوء إلى العنف تفاديا له , وانتشرت على الخصوص عادة يرجع اصلها الى عهد الميروفنجيين ,الإحتماء بكل ضي قوة وجبروت ولو أدى الأمر بالناس الى التنازل عن جزء من حريتهم وأملاكهم , فأقيمت على هذا الأساس قواعد النظام الفيودالي.

سيتبع هذا الدرس في تدوينة جديدة انتظروها هذا طبعا ان كنتم تتفاعلون معنا بالتعليقات المفيدة طبعا ,

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. مشكور اخي بعد 6 ايام سامتحن في هذا الدرس

    ردحذف
  2. جميل ورائع اكمل اخي جزاك الله كل خير

    ردحذف
  3. موقع اكتشفته للتو، مجهودات مشكورة وشكرا على المقال. وفقكم الله

    ردحذف

إرسال تعليق

ما رأيك بالموضوع الذي قرأته للتو

التنقل السريع