القائمة الرئيسية

الصفحات

هل تؤدي زيادة فترة الدراسة إلى تحقيق نمو أعلى

 تساءل  عدد من النقاد في الأعوام الأخيرة عما إذا كان كم التعليم يعتبر حقا قوة دافعة خلف النمو الاقتصادي , يحاج البعض بأنه حتى مع احتمال أن يكون هناك ارتباط بين النمو والتحصيل المدرسي , فقد لا تكون هناك علاقة سببية ـ فالبلدان النامية قد تستخدم ببساطة جزءا من ثروتها في شراء مزيد من التعليم
, ويؤكد البعض أن التأثيرات المقدرة للتعليم على النمو تتسم بالحساسية إزاء محددات التحليل الإحصائي الكامنة وراءها , وأنه من الصعب التمييز بين التقديرات البديلة .
ويحاج آخرون بأن افتراضات النموذج القائمة وراء ذلك يسفر عن تداعيات مختلفة جدا بشأن علاقة التعليم بالنمو.
وأخيرا يذكر آخرون أن التقديرات المتعلقة بتأثير التعليم على النمو تختلف إلى حد كبير عما يمكن توقعه من العلاقة الاقتصادية الجزئية الإيجابية القوية بين إيرادات الأفراد و التعليم  ـ إذ يمكن أن يعكس ذلك الإخفاق في استخدام التعليم في سبيل نتيجة اجتماعية .
ولئن كانت هذه الدراسات تثير شواغل مشروعة , فإن مدلولاتها ﻻ ينبغي أن يساء تفسيرها . فأوﻻ , يحتمل أن تكون المقاييس المتوافرة الشائعة للتحصيل الدراسي على مقاييس غير كاملة للغاية لرأس المال البشري , وثيق الصلة بالنمو .
وقد بين عدة مؤلفين أن عددا من أوجه الشذوذ في البحوث تختفي حيث يجرى التعامل مع قضايا القياس . وعلاوة على ذلك ,  فإن أولئك المؤلفين لا يتناولون بصورة مباشرة حتى قضية القياس التي ربما كانت هي الأكثر أهمية اذ تبين التباينات في مهارات المعرفة والنوعية المقيسة التي اوضحتها الاختبارات الأخيرة أن المعرفة عند مستوى معين من اتمام التعليم في بعض البلدان ليس هناك ما يربطها بمثيلتها في بلدان اخرى .
وهذه المشكلات المتعلقة بالقياس يفاقمها مجرد الاعتراف بان المهارات النوعية تعكس ما هو اكثرمن التعليم الرسمي , بما في ذلك مدخلات الاسرة , والمعايير الثقافية والصحة ,وعوامل اخرى .
ثانيا ان الراس مال البشري مهم , ولكنه ليس الشئ الوحيد الذي يحكم أداء اقتصاد ما , وﻻ جدال في أن السمات الرئيسية مثل وجود نظام متطور لحقوق الملكية , والقيود المفروضة الى مدى التدخل الحكومي من خلال الضرائب , والقواعد والانفتاح وسوق العمل , لها تأثير ضخم وليس من المرجح أن يسفر الضغط من أجل زيادة التحصيل التعليمي , اقتصاد ﻻ يستطيع استخدامه بصورة منتجة عن اثار ايجابية .
وماهي تداعيات  السياسة ؟ من الواضح أن رأس مال البشري يمكن بناؤه من خلال توفير المزيد من التعليم . ولكن السياسات التي تعجز عن أن تأخد في الإعتبار نوعية التعليم , إنما  تخاطر بتوسيع الكم دون توسيع حقيقي لرأس المال البشري . وبالمثل فإن سياسات  التنمية التي تحقق عن أن تأخد في الحسبان الهيكل الشامل للاقتصاد , ترجح أن توسع التحصيل الدراسي , مع القليل من التحسين الذي يمكن قياسه .
مصدر:عن مجلة التمويل والتنمية .

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف

إرسال تعليق

ما رأيك بالموضوع الذي قرأته للتو

التنقل السريع