القائمة الرئيسية

الصفحات

الواو ، الفاء ، ثم ، حتى ، أم ، أو ، لا ، بل ، ولكن . أقسام أحرف العطف : 1 ـ ما يشرك المعطوف مع المعطوف إليه حكما ولفظا وهي : الواو ، والفاء ن وثم ، وحتى . نحو : أكل يوسف ومحمد الطعام . نلاحظ أن الواو في المثال السابق عطفت محمد على يوسف ، وأشركتهما في الحكم واللفظ ، بمعنى أن الاثنين قد اشتركا في الأكل والإعراب . 2 ـ ما تشرك المعطوف مع المعطوف عليه لفظا فقط وهي : أم ، وأو ، ولا ، وبل ، وإما ، ولكن . نحو : أكلت خبزا لا أرزا . وما جاءني عليّ بل محمود . فالرغبة هنا ثابتة لأحدهما ومنفية عن الآخر . معاني حروف العطف : 1 ـ الواو : لمطلق الجمع دون التقيد بترتيب . نحو : فاز خالد ومحمد . نلاحظ من المثال السابق أن العطف بالواو أفاد مطلق الجمع ، لأنها دلت على أن العامل وهو " المجيء " قد وقع على المعطوف والمعطوف عليه في آن واحد ، وقد تحتمل الترتيب ، وقد تحتمل الترتيب كما في : 232 ـ وقوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها }1 . وقد يفهم من العطف بالواو عكس الترتيب كقوله تعالى مخبرا عن منكري البعث : 233 ـ { ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا }2 . ولو كانت الواو في الآية السابقة للترتيب ، لكان ذلك اعترافا من منكري البعث بالحياة بعد الموت . 2 ـ الفاء : تفيد العطف مع الترتيب والتعقيب . أي العطف بلا مهلة أو تراخ . نحو : دخل المعلم فالطالب . أفادت الفاء أن دخول الطالب جاء بعد دخول المعلم مباشرة وبلا مهلة أي بدون تعقيب . وإذا قلت : دخلت جدة فمكة . فمن المتعارف عليه أن القادم من جهة البحر ، لا بد أن يدخل مكة بعد دخوله جدة ، متأخرا عما جرت عليه العادة من استغراق الوقت ، فيكون ذلك تراخيا ، وفي هذه الحالة تكون الفاء للترتيب والتراخي ، وقد يكون المعطوف سببا في المعطوف عليه ، أو نتيجته ، 106 ـ كقول الشاعر : قضى بيننا مروان أمس قضية فما زادنا مروان إلا تنائيا فجملة : ما زادنا ، معطوفة على جملة قضى ، وهي نتيجة عنها . وقد تفيد الفاء معنى التسبب ، وفي هذه الحالة يعطف بها جملة على جملة . نحو : زنى فرُجِم ، وسرق فقُطِع . 234 ـ ومنه قوله تعالى : { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه }3 . 3 ـ ثم : تفيد العطف مع الترتيب والتراخي ، أي بمهلة . نحو : درست النحو ثم الأدب . وحضر الطالب ثم والده . نلاحظ أن المعطوف وهو " الأدب " وقع بعد المعطوف عليه بترتيب وتراخ ، أو مهلة ، بمعنى أن الدراسة للنحو والأدب تمت في آن واحد ، ولكن أحدهما وهو المعطوف عليه قد تمت دراسته أولا ، ثم تلاه بعد فترة دراسة المعطوف . 235 ـ ومنه قوله تعالى : { والله خلقكم من تراب ثم من نطفة }1 . أي كان الخلق أولا لآدم من التراب ، وهو المعطوف عليه ، ثم لبني آدم من النطفة ، وهو المعطوف ، وقد تأخر خلق بني آدم عن أبيهم . والله أعلم . 4 ـ حتى : تفيد الغاية والتدريج . نحو : أكلت السمكة حتى رأسها . ومات الناس حتى الأنبياء فحتى هنا تفيد نهاية الشيء بعد تدريجه إلى أن يصل إلى منتهاه ، فعندما قلنا : أكلت السمكة حتى رأسها ، أي : أنني تدرجت في أكلها حتى وصلت إلى رأسها فأكلته ، وفي هذه الحالة تكون حتى حرف عطف ، والمعنى : أكلت السمكة ورأسها . لذلك يجب أن يكون المعطوف جزاء من المعطوف عليه . أما إذا صح أن نضع في موضعها حرف الجر " إلى " فهي عندئذ حرف جر ليس غير . نحو : قرأت الصحيفة حتى الصفحة الأخيرة . أي : قرأت الصحيفة إلى الصفحة الأخيرة . وقد تأني " حتى " حرف ابتداء ، وما بعدها جملة مستأنفة . 107 ـ كقول الشاعر : فما زالت القتلى تمج دماؤها بدجلة حتى ماءُ دجلة أشكلُ فحتى في البيت السابق حرف ابتداء ، وماء مبتدأ ، ودجلة مضاف إليه ، وأشكل خبر ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب . وتدخل حتى على الأفعال الماضية والمضارعة ، وفي هذه الحالة ينصب الفعل بعدها بـ " أن " المصدرية . نحو : عاقبت الكاذب حتى يقول الصدق . فيقول فعل مضارع منصوب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد حتى . وتدخل على الأفعال الماضية ، 108 ـ كقول الشاعر : " هجرت حتى قيل لا يعرف الهوى " والتقدير : حتى أن قيل . 5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني . أ ـ تفيد التخيير . نحو : خذ من الحقيبة قلما أو كراسا . وتزوج زينب أو فاطمة . 236 ـ ومنه قوله تعالى : { فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة }1 . ب ـ الإباحة . نحو : عاشر محمدا أو أخيه . وجالس عليّا أو أحمد . 237 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم }2 . ج ـ نفيد التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف . د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك : قدم محمد أو أحمد . 238 ـ ومنه قوله تعالى : { لبثنا يوما أو بعض يوم }3 . هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك : ذهب عليّ أو سالم . 239 ـ ومنه قوله تعالى : { وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين }4 . و ـ تفيد الإضراب . كقول الشاعر : كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي الشاهد قوله : أو زادوا . فأو بمعنى " بل " ، والتقدير : بل زادوا ، فقد ذكر أن أولاده ثمانون ، ثم أضرب عن الكلام ، وعطف عليهم زيادة ثمانية . فقال : بل زادوا ثمانية . 6 ـ أم : تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة ، سواء أكانت الهمزة للاستفهام ، أم للتسوية . فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟ وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ ، ولكن داخلك الشك في ذلك ، ولهذا يكون الجواب بالتعيين . أي : قرأت القصيدة ، مثلا ، وفي هذه الحالة تسمى " أم " المعادِلة ، لأنها عادلت الهمزة في الاستفهام بها . 240 ـ ومنه قوله تعالى : { أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون }1 . ومثال مجيئها بعد همزة التسوية : سأنتظرك سواء أحضرت أم لم تحضر . وتسمى : " أم " بالمتصلة لوقوعها بعد همزة التسوية ، ويكون ما قبلها وما بعدها لا يستغني بأحدهما عن الآخر . 241 ـ ومنه قوله تعالى : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا }2 . وقوله تعالى : { سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم }3 . وإذا وقعت : " أم " بعد هل الاستفهامية سميت بالمنقطعة ، لأنها تفيد الإضراب . نحو قوله تعالى : { هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور }4 . 242 ـ وقوله تعالى : { لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه }5 . ومزايا " أم " المتصلة أنه يعطف بها مفرد على مفرد ، وجملة على جملة ، أما " أم " المنقطعة فلا يعطف بها إلا جملة على جملة كما هو واضح في الآية الأخيرة رقم (5) . 7 ـ بل : تفيد الإضراب ، ويكون المعطوف بها مفردا ، كما يعطف بها بعد الإيجاب ، والنفي ، وبعد الأمر والنهي . نحو : سافر خالد بل محمد . وما حضر أحمد بل أخوه . ونحو : أحترم والدك بل معلمك . ولا تصاحب محمودا بل خليلا . 8 ـ لا : تفيد العطف مع نفي الحكم الثابت لما قبلها عما بعدها ، لذلك لا يجوز العطف بها إلا بعد الإثبات . نحو : اشتريت لحما لا سمكا . وقرأت نحوا لا أدبا . وزارني محمد لا أحمد . 9 ـ لكن : تفيد العطف مع الإضراب ، مثل بل تماما ، ولا يجوز العطف بها إلا بعد النفي ، أو النهي . نحو : ما قرأت التاريخ لكن العلوم . وما شربت العصير لكن اللبن . ونحو : لا تشرب القهوة لكن الشاي . ولا تسافر في الليل ولكن في النهار . فوائد وتنبيهات : 1 ـ إذا عطف على ضمير الرفع المتصل ، وجب الفصل بينه وبين ما عطف عليه ، ويكون الفصل غالبا بالضمير المنفصل . نحو : ذهبت أنا وأخي إلى المدرسة مبكرين . فعندما عطفت على التاء ، وجب الفصل بالضمير " أنا " ، والمعطوف عليه " أخي " . 243 ـ ومنه قوله تعالى : { لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين }1 . وقد لا يتم الفصل .

تعليقات

التنقل السريع